وقال "يجب تسخير الوسائل الحديثة لتيسير تعليم اللغة العربية ونشرها، سواء كانت جهودنا موجهة للعرب أو للأجانب، لاسيما أن أعداد الأجانب الراغبين في تعلم العربية يزداد باطراد". وأشاد سعادته بالمشروع الرائع الذي أطلقته دولة قطر منذ سنوات وهو "معجم الدوحة التاريخي للغة العربية" الذي يشرف عليه كبار أساتذة اللغة العربية وقال "إن هذا المعجم من شأنه أن يسد ثغرة معرفية كبيرة في المجال المعجمي، وهي القصور المعجمي مقارنة باللغات الحية الأخرى، إذ يعوز لغة الضاد معجم تاريخ الألفاظ العربية واستخداماتها على مر العصور". بدوره أكد الدكتور حسن الدرهم رئيس جامعة قطر الحاجة الماسة للمضي نحو طريق التمكين للغة العربية بما يليق بها، مشدداً على أن العمل الجاد والمثمر لخدمة هذه اللغة هو الطريق الأنسب للحفاظ عليها بدلاً من خطابات التباكي والضياع. وأشار إلى جهود الدولة ومشاريعها السباقة في مجال النهوض باللغة العربية وربطها بالحوسبة وآفاق التكنولوجيا.. وقال إن مؤتمراً سيعقد في مارس المقبل تحت عنوان "اللسانيات الحاسوبية والمعالجة الآلية للغة العربية" سيركز على هذا الربط بما يخدم لغة القرآن. من جانبه، أعلن الدكتور راشد الكواري عميد كلية الآداب والعلوم في جامعة قطر عن خطط وبرامج جديدة لقسم اللغة العربية بالجامعة تواكب حركة اللغة في اتصالها بالحياة والمجتمع والمعرفة العالمية على تنوعها.
احتفلت جامعة قطر بيوم اللغة العربية وذلك تحت شعار: "اللغة والتقنيات الحديثة"، بحضور عدد من المسؤولين وأعضاء هيئة التدريس والطلاب في الجامعة. وتضمنت الاحتفالية عدداً من الفقرات التي تغنت بمجد لغة القرآن، ونوهت بجهود دولة قطر في خدمة لغة الضاد، إلى جانب أوبريت بعنوان "شموس العلا"، يحكي الماضي التليد لهذه الأمة، وعصرها الذهبي، والأمل في أن تعود أمة واحدة قوية تمارس دورها الحضاري بين الأمم. وقال سعادة الدكتور حمد بن عبدالعزيز الكواري، مستشار بالديوان الأميري، ضيف شرف الاحتفال، إن أهمية اللغة العربية تتجلى في حفظها للتراث الحضاري للأمة العربية والإسلامية كجزء أساسي من التراث الحضاري للبشرية جمعاء. وأشار إلى مئات الآلاف من الكتب والمراجع في شتى مجالات العلوم والآداب والفنون، التي كتبت بالعربية، وظلت لغة حية ونابضة طوال عشرات القرون الماضية، وزاداً حضارياً لأبنائها، وذخيرة لبقية الحضارات الأخرى التي ترجمت من العربية وأخذت منها الكثير، في طريق نهضتها وتقدمها. وطالب الدكتور حمد الكواري بتقوية مكانة اللغة العربية كلغة للعلم والمعرفة والابتكار والإبداع الفني والثقافي، من خلال الاستثمار في البحث العلمي والتطوير.
لعلكم ترون جميعًا ما تسعى إليه دولتنا من مشاريع عصرية سبّاقة في مجال النهوض باللغة العربية وربطها بالحوسبة وآفاق التكنولوجيا، وهو ما سيترجمه مؤتمرُكم القادمُ الذي نتطلع إليه تحت عنوان (اللسانيات الحاسوبية والمعالجة الآلية للغة العربية) الذي سيُقام في منتصف شهر مارس 2018. أشكر لكلّيّة الآداب والعلوم ممثّلةً في الدكتور العميد، ولقسم اللغة العربيّة ممثّلاً في الدكتورة رئيسة القسم، وللّجنة التّحضيريّة للاحتفال، وللحضور جميعًا، استماعَهم وحضورهم ومشاركتهم". وقال الدكتور راشد الكواري عميد كلية الآداب والعلوم في جامعة قطر: "أود أن أغتنم الفرصة اليوم لأنقل إليكم تطلعاتنا المستقبلية للغتنا ولقسمنا؛ قسم اللغة العربية؛ كي يكون على الدرب دائمًا، فيقدم المزيد من آفاق التطوير الذاتي؛ أكاديميًّا ومهنيًّا، أو التطوير المنهجي التربوي التعليمي عن طريق النظر في استحداث برامج تخصصية جديدة تواكب حركة اللغة في اتصالها بالحياة والمجتمع والمعرفة العالمية على تنوعها، وتواكب طبيعة الدراسات البينية التي ننشدها؛ لكي يسهم قسم اللغة العربية في تقديم خريج مسلّح بمهارات متعددة يحتاجها سوق العمل. وإلى جانب ذلك، ثَمّة تطويرٌ بحثِيٌّ يعمّقُ طبيعة الدرسَ اللغوي والأدبي والثقافي والفكري في ارتباطه بالنظريات اللغوية والأدبية الحديثة منطلقًا من جامعة قطر، وها هي مجلة القسم (مجلة أنساق) تمضي بثبات وإنجاز نحو مستوى معرفي جدير ببغتنا.