في حب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم
ولعل أشهر لوحة منسوبة للنبي "صلى الله عليه وسلم" توجد في المكان الذى اتخذ منه الزعيم الشيعي آية الله خوميني مقرًّا له في منطقة "جمران" الجبلية شمال العاصمة الإيرانية طهران، حيث توجد لوحة زيتية معلقة في غرفة تظهر فتى في سن الطفولة المتأخرة أهداها رسام أوروبي إلى الخوميني على أنها صورة للنبي ولكن لم يزعم أحد أنها صورة بها أي زعم بأنها قد تكون حقيقية. ومن المعروف أن المذهب الشيعى لا يشدد في تجريمه لرسم صور للأنبياءأو الأئمة، كما كان يقوم بعض الباعة بالقرب من المزارات الشيعية في بعض مناطق إيران ببيع صور تجمع "في نسخة واحدة مركبة" منسوبة للنبي محمد "صلى الله عليه وسلم" والإمام على بن أبي طالب رضي الله عنه، بحيث يتغير العرض عند إمالة الصورة يمينا أو شمالا لتظهر أي من الصورتين وحدها وهي كذلك صور متخيلة ولم يزعم أحد أنها حقيقية.
في أوائل التسعينيات انتشرت في إيران صورة على أكتاف رواية ضبابية زعمت أنها للنبي حينما كان فتى يافعاً، بعدما اعتمد رسّامها المجهول على حجر أثري كتَبَ فوقه بحيرا الراهب صفاته حين قابله بالشام وتنبأ بنبوءته. لم يكن غريباً أن تكون واحدة من أكثر الملصقات مبيعاً في طهران وقم، وأن تُعامَل بشكل "أيقوني"، فعُلقت بالشوارع وعلى الجدران، وصُنعت منها القلائد والتمائم، ومنها انتشرت إلى العالم كله، ما خلق موجة عارمة من الجدل بين جيرانها. كانت ردة فعل البلاد العربية استنكاراً مهولاً ليس فقط بسبب هتك ما اعتُبر ثوابت تحريم تجسيد الأنبياء، ولكن للحالة غير الجدية التي يبدو عليها فتى الصورة، والورد الذي طرز عمامته وتعرية كتفه اليسرى، معتبرين إياها إهانة بالغة لمقام النبوة. وفي 2004 كشفت المجلة الصادرة عن المعهد الدولي لدراسة الإسلام في العصر الحديث (ISIM)، في جامعة لايدن، أن هذه "الأيقونة" ما هي إلا إعادة تدوير لصورة قديمة التقطها المصور التشيكي رودلف لينهرت، الذي جاب شمال إفريقيا بين العامين 1904 و1906 محاولاً طرح ألبوم يُظهِر وجهاً مغايراً لهذه البلاد. فأهمل المعابد والقصور والتماثيل، وركّز على المراهقين واليافعين، بمجموعة صور لاقت رواجاً واسعاً، حيث نشرتها عدد من صحف الغرب، وعلى رأسها "ناشيونال جيوغرافيك"، في أحد أعدادها لتقديم نماذج للشباب العربي، دون أن يدري أن صورته بعد عشرات السنوات ستُعلق طلباً للبركة في بلاد فارس.
صورة عالية الجودة للتحميل - محمد رسول الله صلى الله عليه و سلم | Arabic, Mohammed, Beliefs